يأتي معرض القاهرة الدولي كأكبر حدث إقتصادي يقام سنويا على آراضينا من كل عام، وله أبلغ الأثر على تشجيع الصناعه المصرية وفتح معابر جديدة مع الدول المستضافه، وتشغل صناعة المعارض في كافة الدول متطورة المصاف الأولى لتقدم الصناعة بها.
وإذا ما نظرنا بعين فاحصة سنجد أن اول دورة لمعرض القاهرة الدولي تم افتتاحها في عهد الملك فاروق في اربيعينيات القرن الماضي بمنطقة الجزيرة تحت عنوان "المعرض الزراعي الصناعي"، وكان الغرض منه هو التطوير لقطاع الزراعه والصناعه في مصر لتصل للصدارة والريادة العالمية.
واستكمل المسيرة من بعده السيد الرئيس/ جمال عبد الناصر بإصداره لقرار إنشاء الهيئة المصريه العامة للمعارض والأسواق الدولية، وهي تعد خطوة قاهرة لكافة الظروف آنذاك باعتبارها أوقات حرب لعام 1956 فلم يتوقف المعرض عن إقامته، بل كانت بارقه لاستمرار العمل ودعم لقطاع المعارض تصديقا منه على أهميتها التجارية والثقافيه.
ومن لا يعلم الدور الذي تلعبه الهيئة المصريه العامة للمعارض والمؤتمرات في عجاله يمكن توضيحها بأنها هي الجهة الرسمية المعنية بتنظيم المعارض، كما ينوط بها منح التراخيص للهيئات والشركات المصريه لتنظيم المعارض والأحداث التجاريه ، وتختص الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات بتنظيم وإقامة المعارض والمؤتمرات والأسواق الدولية والمحلية العامة والنوعية في الداخل بقصد تنمية روح التنافس بين المنتجين ومؤسسات الإنتاج المختلفة ودفعهم إلى تحسين منتجاتهم وبالتالي تنمية روح الابتكار والتجديد لديهم إلى جانب التعريف بمنتجاتهم والدعاية لها،وتفعيل اتفاقيات التجارة والتجمعات الاقتصادية التى تشارك فيها مصر.
وبالرغم من كافة الظروف السياسية التي أطاحت باقتصاديات العديد من الدول بعد الثورات العربيه لعام 2011، إلا أن بلادنا وقفت صامدة أمام ريح عاتيه بل جاء السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي ليبث روح الأمل فينا بعد عدة كبوات كانت تريد أن تطيح باقتصادنا وبلدنا الحبيب، ويتجلى تشجيعه على صناعة المعارض من خلال مشاركته الأخيرة بمعرض الاتصالات الدولي في دورته الـ 19 و20.
وتشكل الدورة الخمسون لمعرض القاهرة الدولي 2017 مذاقاً وطابعاً خاص نظرا لمساعٍ عديدة تعمل على إنجاحه بداية من سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي الذي أعرب عن اهتمامة بكافة الدول المشاركة في هذا الحدث السنوي الذي يبرز متانة العلاقات بين مختلف البلدان والثقافات، ومن ثم رعاية السيد المهندس/ شريف إسماعيل رئيس الوزراء للمعرض، و التوجيهات المخلصة من قبل المهندس/ طارق قابيل وزير التجارة والصناعة للإعمال بشعار " بكل فخر صنع في مصر"، وتحقيقا لشعار" الشعب يأمر".
وإذا ما أردنا الحديث عن ضيف شرف المعرض فيشرفنا استقبال " القارة الإفريقية" كلها كضيف شرف المعرض لهذة الدورة.
تلك القارة التي لا نستطيع أن نوفي لها الحق بعبارات الترحيب لما تتميز به من علاقات طيبه مع وطننا الحبيب، وخاصة أن قارتنا الإفريقية تمثل شريان الحياة لبلدنا ويمثل شعبها امتدادا طبيعيا لشعب مصر.
ولقد وقع الاختيار لشعار المعرض لهذا العام ليكون" أفريقيا في قلب مصر" الذي ينشد من خلاله كل القائمين على فاعليات المعرض من تقديم أفضل الخدمات وحسن استضافة للسادة الضيوف، اعترافا منا لما قدمته الدول الإفريقيه من دعم لمصر في أوقاتها العصيبه، وتفعيلا لكافة إتفاقيات التعاون التجاري المبرمبة بين بلداننا في مختلف المجالات والمنتجات.
فبالنسبه لمصر، يمثل السوق الإفريقيه طاقة استيعابيه هائلة تتنوع فيها شرائح الطلب وأذواق المستهلك الإفريقي، والتي آن الاوان لها ان تستمتع بالمنتجات والصناعات المصرية ذات الجودة العالمية المميزة، مما يسهم في زيادة حجم صادراتنا لتلك القارة وازدياد معدلات استثماراتنا بها.
وبالنسبة لافريقيا، فمصر تعتبر بوابة العالم الى اسواق هذه القارة وتمثل منصة لاطلاق المنتجات الافريقية للعالم اجمع.
وعن القطاعات الجديدة المشاركة بالمعرض، تأتي الصناعات اليدويه في مقدمتها لما تشكله من إحياء لتراث المهن اليدويه، إضافة لمشاركة جديدة من قبل المجالس التصديرية للصناعات المصرية، ولا نغفل كافة القطاعات التي تستحوذ رضا الزائر الكريم كوزارة الانتاج الحربي، وزارة الزراعة والقطاع الغذائي وقطاع الغزل والنسيج.
كما لا يكتمل الحديث عن معرض القاهرة الدولي في عيده الخمسين دون الإفصاح عن المشاركة الجديدة لمؤسسة الأهرام والتي هي الأولى من نوعها،في تنظيم المعرض مع الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات.
تلك المؤسسة العريقة التي لايفي الحديث عن انجازاتها وأدائها المتميز هذا الحديث المقتضب، فهي صرح عظيم لما لها من باع كبير في مجالات شتى من صحافة واعلام وتسويق وإعلان وفكر متجدد مستنير لا يتوقف عند حد الإبداع فقط بل تدعمه مصداقيتهم وموضوعيتهم التي تنال رضا كل قارئ سواء داخل البلاد أو خارجها.
وهنا، لايمكن ان نغفل الدور الاستراتيجي الذي يقوم به جهاز التمثيل التجاري المصري حيث يعد هو الجناح الاقتصادى للدبلوماسية المصرية فى الخارج، والمظلة الرئيسية لعلاقـــات مصرالاقتصادية الدولية، باعتباره احد اهم الكيانات العاملة فى مجال دفع وتطوير تجارة مصرالخارجية وزيادة صادراتها.
كذلك لا يفوتني ذكر الدور الفاعل الذي تقوم به وزارة الخارجية المصرية وبعثاتها الدبلوماسية في اكثر من 150 دولة لتمثل مصر في تلك الدول وتمد وترعى جسور التعاون السياسي والاجتماعي بين مصر قلب العروبة النابض والعالم اجمع وتعمل جاهدة على رعاية المصريين بالخارج وتمثيل مصر في المحافل الدولية.
في نهاية المطاف أود أن أوجه الشكر لكافة المسؤولين والعاملين على جهودهم لإنجاح هذا المعرض ولبلوغه الشكل اللائق الذي يستحقه وطننا، أملين من الله التوفيق والسداد في كل خطوة نخطوها لتحقيق وضع اقتصادي أفضل لبلادنا .